في يونيو 2014، تم إغلاق كلتا الصحيفتين لمدة خمسة أيام للسبب نفسه.
المواطن الذي يمتلئ قلبه بالإيمان يتشبع وجدانه بالوطنية، ولنا في رسول الله قدوة تحتذى، إذ خاطب مكة التي يغادرها مهاجراً بقوله: "والله إنك أحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إلى قلبي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت"، فالمسؤول الذي يتباهى بثقة من ولّوه المسؤولية، لا بد أن يُسأل— في الدنيا والآخرة- عن تجاوز حدود ولايته وعن التقصير بواجباتها وعن التمادي في إهمال مستلزماتها، أما الذي يحمل طوعاً وكالة من الشعب ليمارس دوره في الرقابة والتشريع، فذلك أشقى الناس بحمل الأمانة والبر بالقسم وتغليب المصلحة العامة على المصالح الانتخابية والاعتبارات الفئوية الضيقة.
وتعني المواطنة التفاف المنتمين إلى وطن معين حول مصالح وغايات مشتركة، بما يؤسس للتعاون والتكامل والعمل الجماعي المشترك، وبما يفرض التزام جميع المواطنين بما تفرضه عليهم القوانين من واجبات لقاء ما يتمتعون به من حقوق وحريات ترعاها مؤسسات وأجهزة الدولة المختصة.
للمواطنة شروط لا تكتمل إلا بتحققها مجتمعة، أولها الوطنية بما تعنيه من انتماء لتراث وثقافة ومصالح مشتركة، وثانيها الخضوع الطوعي للديموقراطية بما تعنيه من احترام الأكثرية لرأي الأقلية ومراعاة خصوصياتها، وخضوع الأقلية لتوجهات الأكثرية وقراراتها، ومن جهة ثالثة تفترض المواطنة تأكيد التلازم بين الحقوق والواجبات القانونية والسياسية واحترام مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية.