بلال التليدي يتميز وائل خلاق بقدرة كبيرة على قراءة إيبستيمولوجيا العلوم الإسلامية، وبشكل خاص، ما يرتبط بعلم الأصول والفقه، كما يتميز في الجهة المقابلة بامتلاك خلفية معرفية غربية ثقيلة، ولذلك غالبا ما تمزج دراساته بين المعطيين، وتفكك أطروحات المستشرقين وتكشف تحيزاتهم، كما يتميز بعقلية نقدية بقدر عال من الاستقلالية تجاه إنتاجات الفكر الإسلامي المعاصر.
ويمكن للحداثة أن تهتمّ بنفسها وبالآخرين وفق شروطها؛ لكن، مع كلّ تحقيقاتها المثيرة والتي لا مثيل لها للمعرفة والتمرّس التقنيّ، فلا يزال تدمير النّظام الطبيعيّ، بمن في ذلك البشر أنفسهم، جارياً دون هوادةٍ وخارجاً عن نطاق سيطرتها.
ويُشخِّص وائل حلَّاق هذه التوليفة التي شملت التقنين والتقييد والبقرطة في الحقبة الحديثة بوصفها "كولونيالية قانونية" عمَّت أرجاء العالم المسلم وأفضت إلى "موت الشريعة بنيويّا".
ومن خلال نصوصها المدونة تجلّى لحلاق كذلك آليات تخليق القول والفعل و"التَّقنين" كخطاب مكتوب انعكس في حقيقة التاريخ وحركة موجوداته".