فذهب به إلى الجنة فاستفتح فأوحى الله إليه أن أقبض روحه، فقبض روحه وردها الله إليه بعد ساعة، قال له ملك الموت: ما في، ففتحت أبوابها فأدخله الجنة، ثم قال ملك الموت: أخرج لتعود إلى مقرك، فتعلق بشجرة وقال: لا أخرج منها، فبعث الله ملكاً حكيماً بينهما فقال له الملك: ما لك لا تخرج؟ قال: لأن الله تعالى قال: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ وقد ذقته، وقال: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا وقد وردتها، وقال: لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ فلست أخرج، فأوحى الله إلى ملك الموت "بإذني دخل الجنة وبأمري لا يخرج" فهو حي هناك، ذلك قوله تعالى: وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا.
نشأة مريم عليها السلام مريم عليها السلام من وهي مثال مضيء من النساء التقيات الراضيات والصابرات إذ ذكرها الله تعالى في كتابه ومدحها صلى الله عليه وسلم بالخصال الحميدة والطيبة في سنته الطاهرة، لذا أثنى عليها المسلمون ومنحوا لها المنزلة التي أنزلها الله تعالى إياها دون زيادة أو نقصان، أما أهل البهتان والضلال فقد ابتعدوا عن المنهج القويم فيها فالكفار المغضوب عليهم اتهموها بالفاحشة.
وهذا كثير جداً، فإذاً نقول: إنه يجوز تسمية السور من غير النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا جرى المسلمون منذ قرون، ولكنا حينما نبحث عن الحكم، فإنما نبحث عن الأسماء التي ثبت يقيناً أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى بها، مثلما يقول: ، وهذا من تسمية النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ما يتعلق بأسماء السور.
والمرتبة الثالثة: ما سمى به من جاء بعد الصحابة إلى وقتنا الحاضر هذا.