قال: وقد أخرجه البخاري في صحيحه.
.
والذي ينبغي لك أيها الأخ الكريم أن تقبل على الله تعالى ، وتشتغل بطاعته ، وتحسن الظن به ، وتعلم أنه يقبل التائبين ، ويكرم الطائعين ، ويحب المستغفرين ، ويفرح بالعائدين ، يقرّبهم ، ويدنيهم ، ويسعدهم ، ويفتح عليهم ، وينور قلوبهم ، ويحبب إليهم ذكره وطاعته ، فاحرص أن تكون من هؤلاء ، ولا تصغ إلى وسوسة الشيطان ، فإنه ينفر من التوبة ، ويقنّط منها ، ليستمر العبد في غيه وضلاله ، يقول له : كيف يقبل الله منك وقد فعلت كذا وكذا ، ولِمَ تضيق على نفسك وأنت مطرود على كل حال ؟ وهذا من كذبه وتلبيسه وإضلاله ، فإن الله تعالى أرحم بالعبد من الوالدة بولدها ، ولهذا سهّل التوبة ، وعظّم أجر التائبين ، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.
و هذا تحصيل حاصل و قد أشكل علي منذ مدة عبارة العلماء في الاستتابة يستتاب فإن تاب و إلا هل استتابته من الكفر يعني هو عندهم كافر لذا يستتاب قبل أن تجرى عليه الأحكام أم أن استتابته من الكفر لا تعني أن يكون عندهم كافرا قبل ذلك فالعلماء ذكروا أن الاستتابة تكون للمرتد و الكافر و هذا حكم عليه قبل الاستتابة و ما يترتب بعد الاستتابة هو الحد و ما يلزم على ذلك من أحكام كعدم الصلاة عليه و دفنه في مقابر المسلمين و الدعاء له و التوريث و ما الى ذلك مما هو معروف اما اسم الكفر فقد استحقه قبل الاستتابة و إلا فما معنى قولنا استتابة المرتد و استتابة الكافر و ما شابه ذلك و بارك الله فيكم و نفع بكم لا ادري ان كانت صيغة السؤال صحيحة ام لا ؟ ففي الأول استتيب لأنه مرتد و هذا حكم عليه بالكفر و بعد الاستتابة حكم عليه بالكفر.