أضحكتني مرارًا منه هذه الكلمة، بل شغلت بالي؛ فقد تخيَّلت فيما لو وصلتْ دعواه إلى سوريا والسوريين، فماذا كان يحدث يا تُرى؟! وإذا قال: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، قال: يقول: لا إله إلّا أنا وحدي لا شريك لي.
فأجابه هذلول: وأعجب منها يا بداح نحن الذين لا نعرف ما فيها! وكانت الغلايين وعلب التبغ مبعثرةً على الديوان، فخبَّأناها مُسرِعين، وفتحنا الشبابيكَ كلَّها، إلا أنه عندما دخل السلطان كان الدخان لا يزال منتشرًا في الغرفة، فجلس متجاهلًا، وكان لطيفًا على عادته، ولكن أحد العبيد جاء توًّا بالمجمرة وفيها الطِّيب فقدَّموها لسموه، ودار علينا بها مرارًا ثم تركها على السجادة وسط القاعة تطهيرًا للهواء.