فلا يذكر التوكل إلا ومعه صفات عظمة الله وهيمنته على الكون كله وأن الأمر والملك كله بيديه عز وجل.
وقوله: فَاتَّخِذْهُ وَكِيلا فيما يأمرك وفوّض إليه أسبابك.
وخلاصة المعنى : أن النبي صلى الله عليه وسلم مأمور أن لا تخلو أوقاته عن إقبال على عبادة الله ومراقبته والانقطاع للدعوة لدين الحق ، وإذ قد كان النبي صلى الله عليه وسلم من قبلُ غير غافل عن هذا الانقطاع بإرشاد من الله كما ألهمه التحنّث في غار حراء ثم بما أفاضه عليه من الوحي والرسالة.
قال: فرفع رأسه وإذا على رأسه غلام أمرد ما رأيت أحسن وجها منه، فقال: إن كنت أحد أبواب جهنم فلم أستبق هذا، وكان الغلام علويا حسينيا، فقال له الغلام: سألتك يا أمير المؤمنين بحق آبائي إلا عفوت عني، فأبى ذلك وأمر المرزبان به، فلما مد يده حرك شفتيه بكلام لم أعلمه، فإذا هو كأنه طير قد طار منه.