مندوبو بني إسرائيل في الميقات : في الآيتين الحاضرتين يعود القرآن الكريم مرّة أخرى إلى قصة ذهاب موسى إلى الميقات «الطور» في صحبة جماعة ، ويقص قسما آخر من تلك الحادثة.
قال : أنا فيكم ، فما لكم لا تؤمنون؟ إنما هم قوم يكونون بعدكم ، يجدون كتابا في ورق ، فيؤمنون به ، فهو معنى قوله {واتبعوا النور الذي أنزل معه}.
ولكن لا مانع أبدا من أن تكون كلمة «الأمّي» إشارة إلى كل المفاهيم والمعاني الثلاثة ، وقد قلنا مرارا : إنّه لا مانع من استعمال لفظة واحدة في عدة معان ، ولهذا الموضوع شواهد كثيرة في الأدب العربي.
فلما رأى ذلك موسى رحمهم ، وخاف عليهم الموت ، واشتد عليه فقدهم ، وكانوا وزراءه على الخير ، سامعين له مطيعين ، فعند ذلك دعا ، وبكى ، وناشد ربه ، فكشف الله عنهم تلك الرجفة والرعدة ، فسكنوا واطمأنوا ، وسمعوا كلام ربهم {قال} أي : قال موسى {رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي} أي : لو شئت أهلكت هؤلاء السبعين من قبل هذا الموقف ، وأهلكتني معهم ، فالآن ماذا أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم {أتهلكنا بما فعل السفهاء منا} معناه النفي ، وإن كان بصورة الانكار ، والمعنى : إنك لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا ، فبهذا نسألك رفع المحنة بالإهلاك عنا ، وما فعله السفهاء هو عبادة العجل ، ظن موسى أنهم أهلكوا لأجل عبادة بني إسرائيل العجل ، فهم السفهاء.