مكان نزول سورة البينة ذكر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" اختلاف أهل العلم في كون سورة البيّنة سورة مكية أو مدنية؛ حيث قال ابن عطية إنّ الأشهر هو أنّ السورة مكيّة، وهو قول جمهور المفسرين.
سبب تسمية سورة البينة بهذا الإسم سبب تسمية سورة البينة بهذا الاسم يعود لورود لفظ البينة في الآية الكريمة الأولى منها، بقوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}.
ذكر ابن كثير -رحمه الله-؛ أن قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- على أُبي لم تكن قراءة تعلم واستذكار بل كانت قراءة إبلاغ وتثبيت، فالله -عز وجل- يتولى الصالحين ويكن معهم دائما، ولما كان أُبي رجلاً صالحاً عبداً لله قانتاً حنيفاً؛ فالله -عز وجل- لم يتركه للشكوك والأوهام والشبهات، بل يسر له صحبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فلمّا بُعث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قاومه المشركون وعصوه ورفعوا راية العداء في وجهه، وآذوا كلّ من اتبعه وسلك سبيله؛ ممّن أنار الله -تعالى- بصائرهم وشرح صدورهم لمعرفة الحق، أمّا اليهود فلم يتخذوا الموقف الذي تحدّثوا عنه قبل ظهور نبوّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بل صاروا يقولون إنّه لم يأتِ بشيء جديد وكلّ ما جاء به مذكور لديهم في كتبهم التي نزلت على أنبيائهم، فلا ينبغي لهم أن يتركوا ما هم عليه من الحق ليتّبعوا رجلًا لم يأتِ بأفضل ممّا هو بين أيديهم.