ومما وقع له صلى الله عليه وسلم في اعتكافه ما راوه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ، ثم دخل معتكفه ، وإنه أمر بخبائها فضرب ، وأمر غيرها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، بخبائه فضرب ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر نظر فإذا الأخبية ، فقال : آلبرَّ تُردْن ؟ فأمر بخبائه فقوض ، وترك الاعتكاف في شهر رمضان ، حتى اعتكف في العشر الأول من شوال البخاري 1928 ومسلم 1173.
ورداً على أسئلة وردته حول الاعتكاف داخل البيوت، قال القره داغي، في بيان تلقت الوطن نسخه منه: «الاعتكاف من السنن المؤكدة المصاحبة لصيام الشهر الفضيل، ويتشوق إليها المسلمون»، والاعتكاف «أكثر تأكيداً في العشر الأواخر من رمضان، حيث واظب عليه الرسول صلى الله عليه وسلم».
يُذكر أنّه لا يُكافح ، لا يُناسبك في مثل هذا الغرض ، ويصحّبه ، ولا يجعله يحظر عليك.
شروط مكان الاعتكاف اتّفق الفقهاء على أنّ الاعتكاف للرجل لا يصحّ إلّا في المسجد، واستدلّوا على ذلك بقوله -تعالى-: وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ، وبفِعل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، واتّفقوا على أنّ أفضل من غيرها من المساجد، وأفضلها المسجد الحرام، ثمّ المسجد النبويّ، ثمّ المسجد الأقصى، ثمّ المسجد الذي تُقام فيه الجماعة، ثمّ اختلف الفقهاء في شروط المسجد الذي يصحّ فيه الاعتكاف؛ فذهب الحنفية، والحنابلة إلى أنّ الاعتكاف لا يصحّ إلّا في مسجد جماعة، أمّا المالكيّة، والشافعيّة فقد قالوا أنّ الاعتكاف يصحّ في أيّ مسجد كان، إلّا أنّهم يَرَون أنّ الجامع أولى؛ للخروج من الخِلاف، ولكثرة جماعته، وللاستغناء عن الخروج من مكان الاعتكاف إلى.