فلما انتهت حرب الهلفيتيين جاء السفراء من مُعظم أجزاء الغال ومَثَلوا بين يدَي قيصر يُهنِّئونه ويُعلنون أن انتصاره لا ينفع بلاد الغال أقلَّ مما ينفع الشعب الروماني؛ لأن الهلفيتيين قد غادروا أرضهم مُعتزمين إخضاع الغال كلِّها.
وأرسل خطابات إلى كثيرٍ من ذوي المناصب العُليا يُعلن فيها أنه سيعتزِل في مرسيليا، ولكنه بعث برسالةٍ تختلف وما ورد في الخطابات، إلى رجلٍ ظنَّ خاطئًا أنه مَوضع ثقتِه هو «كاتالَّسْ» الذي بادر إلى تلاوة الرسالة في مجلس الشيوخ، ثم عُلم فيما بعد أن كاتلين قد اتَّخذ لنفسه حقوق القُنصل واتَّصل بمانليوس، وعندئذٍ أعلن أنه خائن مارِق على أُمَّتِه، وفُرِضت ضريبة على الشعب، وعُيِّن أنطونبوس قائدًا في حَومة القتال، وبقِيَ شيشرون في العاصمة لتصريف الأمور …» في جيلٍ واحدٍ شهدت روما من كُتَّاب النثر قيصر وشيشرون وسالست.