ويُتْبِع النبي - صلى الله عليه وسلم - استفهامه لعائشة - رضي الله عنها - بخبر مؤَكَّد يريد به تسليتها وتخفيف مصابها، فيقول: إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ؛ فَاقْضِي مَا يَقْضِي الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي ، ومن الألفاظ التي اختارها النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: بَنَاتِ آدَمَ : أما بنات فلعله لأجل إضافتها إلى آدم أو لكون عائشة - رضي الله عنها - لا زالت شابة صغيرة، ولعل إضافة بنات بصيغة الجمع إلى آدم ليشمل جميع الخلق من النساء بلا استثناء نساء قوم أو دين، وهذا فيه تسلية لها؛ لأن النفس البشرية تتعزى وتتسلى حينما ترى من يشاركها مصابها وهمومها؛ فلا تكون وحيدة المصاب حينئذٍ.
فالحالة الأولى لا إشكال فيها.
واللُّمَات: الجماعات، الواحدة لُمَة.
والرِّبابةُ، بِالْكَسْرِ: القِيامُ عَلَى الشيءِ بإِصْلاحِه وتَربِيَتِه؛ وَمِنْهُ مَا يُقَالُ: رَبَّ فُلَانٌ النِّعْمةَ يَرُبُّها رَبًّا ورِبابةً.