وقد ذكر أهل السير أن النضر بن الحارث قال مرة لقريش : يا معشر قريش والله لقد نزل بكم أمر عظيم ما أوتيتم له بحيلة بعد ، قد كان محمد فيكم غلاماً حدثاً أرضاكم فيكم ، وأصدقكم حديثاً ، وأعظمكم أمانة ، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب ، وجاءكم بما جاءكم به قلتم : ساحر ، لا والله ما هو بساحر.
إن موقف النبي صلى الله عليه وسلم الراسخ من هذه المساومات، وعدم قبولها أو مجرد مناقشتها، كان درسًا تربويًّا للصحابة، تعلموا منه الثبات على العقيدة، والتمسك بالمبادئ، وعدم التفكير في المغريات التي تعرض عليهم لصرفهم عن دينهم ودعوتهم.