أما نسبة هذا الدعاء في التشهد الأخير إلى شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله مع إقسامه على نفعه فلا يصح ذلك عنه، ومن الخطأ البيِّن نسبته إليه، ولو كان من نسبه إليه صادقاً لبيَّن مستنده في ذلك من كلامه المقروء والمسموع، ولم يذكره رحمه الله في رسالته: تحفة الأخيار ببيان جملة نافعة من مما ورد في الكتاب والسنة من الأدعية والأذكار ، ولا في رسالته: كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه ذكر فيها في آخر الصلاة التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والاستعاذة من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ولم يذكر هذا الدعاء، ولم يذكره في الأدعية التي أوردها في منسكه للدعاء بها في عرفة وغيرها، وقد حرصت على جمع الأدعية والأذكار الواردة في القرآن الكريم، فذكرت في كتاب: تبصير الناسك بأحكام المناسك على ضوء الكتاب والسنة والمأثور عن الصحابة تحت عنوان: أدعية وأذكار من الكتاب والسنة الصحيحة يُدعى بها في عرفة وغيرها ذكرت خمسة وثلاثين ذكراً ودعاء ولم يخطر ببالي ذكر هذا الدعاء لأنه ليس من أدعية القرآن لاسيما مع حصول التعديل فيه بالحذف منه، إلا {حَسْبَكَ اللّهُ} فإنها توكل على الله ورد في الكتاب والسنة.
ولتعلم أن من الدعاء ما يكون في صورة الثناء أو الإخبار، كما قال الله تعالى عن موسى عليه السلام: فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ {القصص:24}.