وقد أعدت حول هذا المفكر دراسات وبحوث كثيرة ورسائل جامعية عديدة.
ولعلَّ القارئ في حاجةٍ إلى ما يُظهر له هذه الجدة والطَّرافة التي تمثَّلت في تفسير "الفاتحة"، خاصةً وأنَّ تفسيره هذا مما لا يتيسَّر لكثير من القرَّاء الاطلاعُ عليه، الأمر الذي يحتِّم علينا الإشارةَ إلى أمهات المعاني التي تضمنتها السورة، والمتمثلة في قول الشَّيْخ: إنَّ سورةَ الفاتحة هي السورةُ الوحيدة التي وضعت أولَ الأمر لا على لسانِ الرُّبوبية العليا؛ ولكنْ على لسان البشريَّة المؤمنة، تعبيرًا عن حركة نفسية جماعية متطلِّعة إلى السَّماء، بينما سائرُ السُّوَر تعبِّر عن الحركةِ المقابلة؛ حركةِ الرحمة المرسلة من السَّماء إلى الأرض، وهكذا حين ننظر إلى القرآن في جملته نراه يتمثل أمامنا في صورةِ مناجاة ثُنائية، الفاتحةُ أحدُ طرفَيْها وسائر القرآن طرفها الآخر، الفاتحةُ سؤالٌ وباقي القرآن جوابٌ، الفاتحة هي طلبُ الهدى والباقي هو الهدى المطلوب.
وهي كلها شهود على أن نور الوحي ونور الفطرة يجب أن يظلا فرسيْ رهان، كما أراد لهما خالق الشريعة الفطرية، منزل الشريعة السماوية.
وكنت لا تراه إلا قارئا للقرآن أو مصليا.