وأما الأسد فلا يوجد فيها البتة، ولا الفيل، ولا الزرافة وغير ذلك، مما يكون في أقاليم الحرارة.
ومن ذلك ما صنعه الأولون أيضًا من جلب الماء من البحر المحيط إلى جزيرة قادس، من العين التي في إقليم الأصنام، جلبوه في جوف البحر في الصخر المجوّف، ذكرًا في أنثى، وشقّوا به الجبال، فإذا وصلوا به إلى المواضع المنخفضة بنوا له قناطر على حنايا، فإذا جاوزها واتصل بالأرض المعتدلة رجعوا إلى البنيان المذكور، فإذا صادف مسبخة بنى له رصيف وأُجري عليه هكذا إلى أن انتهى به إلى البحر، ثم دخل به في البحر وأُخرج في جزيرة قادس، والبنيان الذي دخل عليه الماء في البحر ظاهر بيّن.
العلاقة التي رآها الكاتب بين الغصن والزورق هي المشابـهة.
وجبال هذه الجهة كلها جص يحتفر ويحرق، وينقل إلى المرية، وبه جميع عقد بنيانهم وتجصيصهم، وهو بها وعندهم كثير، رخيص لكثرته.