العلاقة بين توحيد الإله و توحيد الرب — شمل الحديث عن النوعين بأنه هناك اختلاف واضح بين كليهما ، و اعتمادا عليه فإنه من الواجب أن يحمل هذا الاختلاف اتفاق في بعض الأمور ، تبعا للتعريف الذي اسلفنا في ذكره ، بالمعنى الأدق الإقرار بتوحيد الربوبية يقود بالضرورة إلى الإقرار بتوحيد الإلوهية ، فالشخص الذي تمكن من قرارة نفسه الاعتراف بأن رب الكون هو الإله الواحد فتوجب عليه أن يعبده ، و اعتمادا على هذا فإن توحيد الربوبية أمر ضمني وراء توحيد الإلوهية ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ 75 أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ 76 فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ 77 الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ 78 وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ 79 وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ 80 وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ 81 وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ 82 سورة الشعراء.
قوله: «هو إفراد الله بأفعاله»: هذا تعريف توحيد الربوبية في الشرع.