الفلكي الكويتي صالح محمد العجيري يمثل منارة علمية فريدة من نوعها تستحق التكريم في يوم الوفاء مما يمثله من شخصية علمية حفرت في صخور المستحيل؛ لتستخرج ماء العلم في ظروف علمية قاحلة، وفي بيئة خالية من العلم وتشجيع البحث العلمي، وهو ما يؤهله ليكون نموذجًا فريدًا للجيل الجديد في الإصرار على طلب العلم، بالإضافة إلى شخصية العجيري المسالمة والمتصالحة مع الجميع.
فالعجيري يعتبر من الرعيل الأول للكويت وأحد رجال العلم والفكر في تاريخها الذين لهم دور وباع طويل في إثراء نهضتها العلمية والفكرية، وممن شاركوا في تأسيسها بل اعتبره البعض أحد رجالات الخليج البارزين الذين ساهموا بجهد كبير في نشأة ونهضة دول الخليج العربية، فقد أثرى المكتبة العلمية الخليجية والعربية بالعديد من المؤلفات العلمية الفريدة في علوم الفلك وقدم عددًا من الاستشارات والمحاضرات العلمية في مجال علوم الفلك والأرصاد الجوية وفي بيان الحقائق والمفاهيم العلمية الصحيحة ودحر الخرافات في المجتمع وحرص على تنقية علم الفلك من أدران علم التنجيم، كما قدم العديد من الاقتراحات والحلول العلمية لكثير من القضايا الفلكية التي اختلف فيها الكثير من العلماء العرب والمسلمين، وساهم بصورة كبيرة ومباشرة في وجود مرصد فلكي في دولة الكويت بلده سمي باسمه ليكون مقرًا دائمًا للمهتمين بعلم الفلك من المتخصصين والهواة والباحثين، بالإضافة إلى متابعته للأحداث السنوية والشهرية واليومية وظهور الهلال بداية كل شهر عربي ونشر توقعاته لكل من الظواهر الفلكية مثل كسوف الشمس وخسوف القمر والظواهر المناخية: كسقوط الأمطار وظهور الغبار والتغيرات الفصلية لدرجة الحرارة وحالة المد والجزر والرطوبة في الوقت الراهن بالإضافة إلى تحديد مواقيت الصلاة وتحديد اتجاه القبلة كما قدم برامج علمية وثقافية واجتماعية في وسائل الإعلام المختلفة كالتلفزيون والإذاعة والصحف.
الحرب التي تنبأ بها عالم الفلك الكويتي، رجح أنها ستكون حربا نووية مدمرة قد لا يسلم من آثارها بشر ولا حيوان، وستنتهي بها كل التكنولوجيا التي تبهر العالم اليوم، لنعود إلى سابق عهدنا، بدوا رحّلا في الصحاري، نأكل مما نزرع، ونمتطي الدواب، ونقاتل بالحراب والسيوف.
» فلا يزال قلبه يفيض وفاء لتلك الفترة، خاصة وأنه هناك في الصحراء بدأ درسه الأول في علم الفلك، الرشايدة هم أول من علمه أول درس للعجيري في الفلك عندما ذهب إلى البر معهم حيث علموه الجهات الأربع بالإضافة لمشاهدته النجوم والقمر والظواهر الطبيعية بدأ من الجدي - القطب الشمالي - ومن الشمس والقمر لكن إذا وُجد الغيم ولا توجد شمس تعرف الجهات الأربع من اتجاه الكثبان الرملية ومن التموجات التي تتكون على الرمال ومن الشجيرات الصـغيرة أو الحجر الصغير يتكون أسفله مثلث تعرف اتجاه الشمال والجنوب والغرب والشرق وهذا أول درس تعلمه العجيري بالبر من الرشايدة وحبه وشغفه للعلم زاد من اهتمامه وطرح أسئلته عليهم.