تقول نورا سعيد «موظفة»: «يجب أن نفرق بين التعامل الذي يحفظ كرامة الطرفين والتعامل الذي يهين أو يجرح مشاعر أي طرف من أطراف العلاقة الزوجية، أو العلاقة بين محبين، فهناك أزواجٌ نجدهم بعد الزواج ينسون الكلمات المعسولة قبل الزواج «وفي الطلعة والنزلة يسمعها أبشع الكلمات»، أو بالأحرى يهينها تماماً أو يضربها، أو يتصرف معها بطريقة غير لائقة أمام الناس، فهل تستطيع الزوجة أن تتنازل عن كرامتها في مثل هذه المواقف؟ والعكس صحيح إذا كانت الزوجة تهين زوجها أمام أطفاله أو أمام أهله، أو أمام الآخرين، فهل تنفع الكرامة أو الكبرياء، وتصمد أمام هذه التجاوزات.
السؤال هنا: هل يوجد كبرياء في الحب؟ ومهما كانت الإجابة بين«نعم»، أو»لا»، فما معنى الكبرياء ؟ أهي«الكرامة»؟ أم «الغرور»، أم «عزة النفس»؟ وهل يقتل الكبرياء الحب؟ ويمكن التساؤل بطريقة أخرى: هل يوجد كرامة في الحب؟ وهل يعرف الحب التسامح على حساب الكرامة؟ أم أن التسامح من شيم المحبين؟ لكن إلى أي حد؟ وهل يمكن لطرف أن يُضحي بكرامته من أجل الحفاظ على حبه؟ وهل يكون جرح الكرامة ثمن الحب والعطاء والتضحية بين المحبين؟ إن الاتهام بجرح الكبرياء يعني الاتهام بتلاشي الحب، فكلاهما يأبى التراجع، والمعركة بينهما ليس فيها منتصر، فالطرفان خاسران، وكلاهما مهزوم، فإن انتصر الحب خرج الثاني في مهانة، وإن انتصرت الكرامة جفت المشاعر وضاع الحب، فما العمل ؟وما الحل؟ تساؤلات ستظل تبحث عن إجابات: زلزال الكرامة يقول مزهر بطاينة «معلم»:»التعبير عن الكبرياء أو الكرامة يختلف من شخص لآخر، وعندما يشعر المحب بأن كرامته أهينت أو خدشت، يمكن أن تخرج منه ردود فعل غير محسوبة، ولا تتم السيطرة على الأفواه في لحظة غضب أو لحظة انفعال.
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: قال الله - عزَّ وجلَّ -: الكبرياء رِدَائي، والعَظَمة إزاري، فمَن نازَعَني واحدًا منهما، قذفْتُه في النار ، ورُوِي بألفاظ مختلفة منها: عذَّبْتُه و قصَمْتُه ، و ألْقَيْتُه في جهنَّمَ ، و أدخَلْتُه جهنَّمَ ، و ألْقَيْتُه في النار.
.