ومن ذلك أيضًا: شفاؤه للأمراض، كما عند مسلم: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما خرج مع أصحابه إلى معركة خيبر، أطالوا الحصار، وكان حصنًا منيعًا، وكانوا الكفار قد تحصنوا فيه, وجعلوا فوق الحصن رماة يرمون بالسهام، كل من يقترب منه, فقال النبي -صلى لله عليه وسلم- في ليلة من الليالي: " لأعطين الراية غدًا رجلاً يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، الله ورسوله يحبان هذا الرجل، أيضًا يحب الله ورسوله، فبات الناس كلهم يرجوا أن يعطاها، كلهم يتمنى أن يعطى هذه الراية، لهذا الوصف العظيم، قال: فقال عليه الصلاة والسلام لما أصبحوا: " أين علي بن أبي طالب؟" قالوا: هو يشتكي عينيه يا رسول الله، قال: " ادعوه لي" فجيء به رضي الله تعالى عنه، وإذا عيناه قد امتلأت بالرمد، حتى ما يكاد أن يرى من كثرة الرمد في عينيه، فأقعده صلى الله عليه وسلم بين يديه، ثم تفل في عينه، ثم تفل في الأخرى، ثم فركهما علي -رضي الله عنه-، فقام ليس به بأس، ثم أمره صلى لله عليه وسلم أن يقود كتيبة لفتح ذلك الحصن، فكان الفتح على يديه -رضي الله عنه-.
فشهدت أنه كما قال ثم رجعت إلى مكانها.
فلما كانت بعثته عليه الصلاة والسلام إلى الناس كافة، جعل الله -تعالى- له من المعجزات من يقيم الحجة على من يقوم بالطب، أو بخوارق العادات، أو بالفلك، أو بغير ذلك، كما بين الله -تعالى- ذلك في كتابه، قال شيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله تعالى- في كتابه: " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح"، في الرد على من يقول: رسالة نبينا -صلى الله عليه وسلم- هي خاصه بالعرب، قال: " ولقد زادت معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم- على ألف معجزة في عدد متنوع من الطرق، وفي عدد كبير من الوسائل".
هذا -أيها المسلمون- هو النوع الأول من معجزاته عليه الصلاة والسلام، معجزات تتعلق بالأخبار، تتعلق بالكلام.