إن الذي يستمع إلى خطب أسامة بن لادن بنبرته الهادئة واستشهاده بآيات الكتاب وأحاديث الرسول r يقول ما أحسن هذا القول، ولكن عندما نرى امرأة مسلمة قد بترت ساقها في انفجار الرياض، أو شيخاً مسلماً قد سلخت فروة رأسه وجلدة وجهه وهو حي في مدينة يوكولانك في أفغانستان على يد طالبان، أو مجموعة من الأطفال المسيحيين والمسلمين قد مزقت أوصالهم في دار الحضانة في مبنى التجارة العالمي في نيويورك، أو نساء طبيبات تفجر رؤوسهن برصاصات في الأماكن العامة في مدينة الموصل شمال العراق لأنهن إعترضن على أعمال داعش، تتجلّى أمامنا عظمة الرسول r في مخاطبته إيانا بشكل خاص قبل أكثر من أربعة عشر قرناً ليعصمنا من الضلال، وتتجلّى أمامنا عظمة هذا الدين وصدقه في كشف مستور الغيب قبل أكثر من ألف عام، وهذا بحد ذاته أقوى دليل على أن الإسلام هو دين الحق وأن الله عالم الغيب قد أوضح لنا معالم صراطه المستقيم وسبيله القويم وباينه عن سبل الضلال لئلا تفرق بنا عن سبيله.
يمكن مراجعة اللفظ الأول للحديث في الهامش رقم 3 واللفظ الثاني للحديث بالتفصيل أيضاً في الهامش رقم 4 ، وقد أخذنا أدناه باللفظ الثاني للحديث مع ذكر الاسم بينما نحن عند رسول ص ؛ وهو يقسم قسماً أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من تميم، غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناتئ الجبين، كث اللحية محلوق، قال اتق الله يا محمد فقال: فمن يطع الله إن عصيته أنا؟ أيأمنني أهل السماء ولا تأمنوني، فاستأذنه عمر، رحمه الله في قتله، وفي الوجه الآخر، خالد بن الوليد، فمنعه، فلما ولى قال: إن من ضئضئ هذا قوماً، وفي لفظ آخر، يخرج في آخر الزمان قوم كان هذا منهم، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، سيماهم التحليق، لايزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجّال، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، هم شرّ الخلق والخليقة، وفي لفظ آخر، والله لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد.