نشأة البوصيري وحياته وُلد البوصيري في قرية دلاص في بني سويف بصعيد في عام 1213م، وقد انتقل إلى القاهرة حيث درس علوم اللغة، والأدب العربي، وقواعد العروض، وعلم التشكيل، والتاريخ الإسلامي، وسيرة صلّى الله عليه وسلّم، وتلقّى البوصيري العلم منذ صغره، حيث حفظ القرآن في طفولته، وتتلمذ على عدد من العلماء المعروفين، وكان معاصراً لشعراء مميزين، منهم: عمر ابن الفارض، وابن مطروح، وبهاء زهير، وقد درس الصوفية مع أبي العباس المرسي، كما كرّس طاقته وشِعره وإتقانه الفني ليشيد بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد أثّر البوصيري على عدد من العلماء البارزين، منهم: أبو حيان الغرناطي، وأبو الفتح ابن سيد الناس العمري.
أقول إن منهج أهل الحديث في النقد والجرح والتعديل مستمد من الكتاب والسنة وهو منهج عظيم حمى الله به السنة من أن يخالطها شيء من افتراء الوضاعين والمتهمين وأخطاء المخطئين من الضعفاء على اختلاف أصنافهم ووهم الواهمين حتى الثقات الصادقين فتحقق بإعمال أهل الحديث وجهودهم العظيمة قول الله تبارك وتعالى: إنا نحن نزلنا الذِّكر وإنا له لحافظون فالذكر يتناول القرآن والسنة لأن السنة وحي، كما أنَّ القرآن وحي، قال الله مشيدا بمكانة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وما ينطقُ عن الهوى إن هو إلا وحي يُوحى فالسنة وحي من الله وعد الله بحفظها كما وعد بحفظ القرآن.