ومن الجدير بالذِّكر أنَّ فاطمة -رضي الله عنها- هي من أحب البنات لأبيها، إذ كانت خديجة -رضي الله عنها- إذا أنجبت أحضرت مرضعةً لترضع أطفالها، ما عدا فاطمة فقد أرضعتها أمُّها، وقد نالت اهتمام والديها منذ نعومة أظفارها.
وكانت فاطمة -رضي الله عنها- من أشبه النَّاس بسيد الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم- في المشية، وكان يحبها كثيرًا ويعظم شأنها، إذ دخلت عليه مرَّةً فقام وحضنها وأخذ يقبلها ويقول: إِنَّما فاطمةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، يُؤْذِينِي ما آذَاها، ويُنْصِبُنِي ما أنْصَبَها ، كما كان -صلى الله عليه وسلم- يحبُّ الحسن والحسين فيقول: اللَّهمَّ إنِّي أحبُّهما فأحبَّهما.
وتوفِّيت فاطمة -رضي الله عنها- بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بستة أشهر، ويُقال ثلاثة أشهر أو خمس وسبعون ليلةً أو أربعون ليلةً، وكانت تبلغ من العمر تسع وعشرون سنةً، ويُقال واحدٌ وثلاثون سنةً.
وُلد عبد الله في مكَّة المكرَّمة بعد بعثة النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وتوفِّي أيضًا في مكَّة، وعند وفاته أنزل الله -سبحانه وتعالى- على رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- قوله -تعالى-: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ، إذ كان المشركون يقولون أنَّ نبيَّ الله -صلى الله عليه وسلم- لم يبق له أحدٌ بعد وفاة أبنائه وانقطاع نسله، إلَّا أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد أبقى اسم نبيه محفوظًا إلى يوم القيامة وتردده الألسن في كلِّ أذانٍ وصلاةٍ.