كل رصاصة تصيب قلب مسلم تصيب قلب القرآن ، أنصحكم بأن تعودوا إلى قراكم ومدنكم وأن تعودوا إلى الله.
العنصر الثالث: إيجاد واثارة الاستفهامات والشبهات وتوجيه الاتهامات للحوزة بالتخلف وعدم القدرة على القيام بواجباتها وأداء مسؤولياتها ، وإظهارها بمظهر العجز وعدم القدرة وذلك من خلال محاصرة العلماء العاملين الذين يتمكنون من القيام بدور عظيم وكبير، كما صنعت الأنظمة الطاغوتية السابقة أيام العباسيين ، فعندما وجد الخلفاء الذين جاءوا بعد المأمون العباسي أن الدور الذي قام به الإمامين الرضا والجواد ع دور عظيم جداً في نشر الإسلام ومذهب أهل البيت ع ، قاموا بمحاصرة الإمام الهادي ع والإمام العسكري ع من أجل إبراز الأئمة ع وكأنهم غير قادرين على القيام بدور في الحياة الإسلامية وفي حياة المسلمين ، وهذا من الأهداف المهمة للنظام.
وقد أمتاز الشيعة الإمامية وعلى امتداد تاريخهم بامتلاكهم عاملاً مهماً امتازوا به عمن سواهم ألا وهو تقليد الفقهاء الاعلام ، واحترامهم واطاعتهم لعلمائهم ، حيث تحول هذا الاحترام مع مرور الزمن الى سنة جارية لدى الشيعة الامامية وقد أعطى لهم هذا الامتياز وحدة الكلمة ونيل العزة والكرامة ، والدليل على ذلك ثورة العشرين في العراق على سبيل المثال ، والثورة الإسلامية في إيران ، والانتفاضة الشعبانية في العراق عام 1991 التي مهدت لسقوط نظام الطاغية صدام ، وكانت تلك الانتفاضة المباركة بقيادة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي قد مع مجموعة من المراجع العظام رحم الله الماضين وحفظ الله الباقين منهم ، وهناك تفاصيل أخرى لهذا الكلام سيأتي ذكرها في الفصل السادس إن شاء الله تعالى.
فكان يتجمع ويتجمهر الآلاف من المواطنين المتشوقين للإسلام والتغيير الجذري للفساد المستشري في ثنايا البلاد ، لخطب ومواعظ ودروس الإمام روح الله الخميني الدينية ، وفي غضون ذلك بادر الخميني لإنشاء الاتحاد الإسلامي ، رافضا الأوامر والتوجيهات الإمبراطورية العليا الصادرة عن الشاه القميء ، وما يصدر عن المجلس النيابي من قوانين وتشريعات ولوائح تنفيذية لأنه يصدر عن هيئة غير شرعية بعيدة عن الصبغة الشرعية حسب ما يراه العالم المصلح آية الله الخميني وقد حمل دمه وروحه على كفه.