يعد نبي الله ادريس عليه السلام من الانبياء الذي لهم تاثيرا كبيرا في تواضع البشرية فقد كان النبي ادريس خير مثال للانسان المتواضع وذو الخلق العظيم حيث قال العلماء بان ادريس عليه السلام كان يعمل في مهنة بسيطة.
وكما نعلم أن الأنبياء والرسل هم قدوة للبشر فهم عملوا بمختلف الأعمال المهنية حتى تصل إلينا الرسالة جميعا بأن نعمل باجتهاد حتى يرضى الله عنا لأن العمل عبادة، وعمل الأنبياء جمعيهم في حرف يقوم بها البشر الآن وفي كل زمان ومكان بالرغم من أن الأنبياء كان عملهم الأساسي هو نشر تعاليم الله الإسلامية وتبليغ الناس الرسالة وتعريفهم بالله وبإرشادهم على عبادته وحده لا شريك له.
التعريف بالنبي إدريس اسم إدريس أخنوخ، ولُقّب بإدريس لكثرة مدارسته للصحف التي أنزلها الله -تعالى- عليه، وذكر المفسّرون والعلماء أن إدريس -عليه السّلام- كان أوّل من خطّ بالقلم، وأوّل من اتّخذ السلاح ودخل القتال مجاهداً في سبيل الله، فقاتل بني قابيل، وكذلك أوّل من نظر في علم الحساب والنجوم، وأول من استخدم الميزان والمكيال، وقد أنزل الله -تعالى- عليه ثلاثين صحيفة، كما قيل إنّه أوّل من نزل عليه الوحي جبريل، واستمرّ -عليه السلام- في الحكم بشريعة الله إلى أن تُوفّي.
والله تعالى أرسل الأنبياء والرسل قدوة للبشرية بأكملها على الأرض وجعل كل منهم يعمل في مهنة مختلفة، مع أنهم لا يحتاجون لهذه المهن بفضل الله وعلو مكانتهم لديه ولكن الله أختار لكل منهم قدوة لحكمة أن الناس من بعدهم سوف يتخذونهم قدوة لهم ويعملون مثلهم في هذه المهن، وكان الأنبياء يعملون باجتهاد ومهارة في عملهم وبكل إتقان وضمير وبدون غش بالطبع فهم خير خلق الله، وقد بعث الله تعالى سيدنا محمد عليه السلام ليعمل بالتجارة مع السيدة خديجة بنت خويلد، وحينما تزوج منها أوكلته مهمة رعاية التجارة والأموال الخاصة بها، وكان رسولنا الكريم خير من قام بممارسة هذه المهنة لأمانته الشديدة وصدقه في العمل، لذلك كان هناك ازدهار كبير في التجارة لدى السيدة خديجة بعد أن عمل رسولنا الكريم في تجارتها، فضلا عن ذلك كان رسول الله يعمل كراعي للأغنام عند عمه أبي طالب والذي رباه بعد وفاة جده عبد المطلب حيث أوصاه عليه خيرا قبل وفاته لأنه من قام بتربيته بعد وفاة والدته السيدة أمنة بنت وهب ووالده عبد الله والذي توفي قبل أن يراه.