أجابنَي بنبرةٍ تدُلُّ على نفاد صبره: إنّك يا أبي دائمًا لا تهتمُّ إلا بالأمور البسيطة التّافهة، وقد أضَعتَ لي الآن موعدًا هامًّا كنتُ مرتبِطًا به.
كان في جبلٍ من الجبال شجرةٌ من شجر الدوح، فيها وكر ألف الغراب، وعليهن والٍ من أنفسهن، فخرج مَلِك البوم لبعض غدواته وروحاته، وفي نفس الملك العداوةُ لمَلِك الغربان، فأغار ملكُ البوم على الغربان في أوكارها، فقتَل وسبى منها خلقًا كثيرًا، فاجتمعوا إلى ملكِهم للمشاورة، فقلن له: قد علمتَ ما لقينا الليلة من ملك البوم، وما منا إلا مَن أصبح قتيلًا، أو جريحًا، أو مكسور الجناح، أو منتوف الريش، أو مقطوف الذَّنَب.