كان يحضر الصالونات الأدبية التي كانت تعقد في ذلك الحين خصوصا في منزل الشيخ عبده علاقي رئيس بلدية جازان في ذلك الحين.
ومن الجلي ان عبد القاهر يؤثر الصدق العقلي، على الكذب التخييلي، وكم كان اسدى إلى النقد لو غير شيئاً من طرفي هذه المعادلة، فآثر الصدق التخييلي على الكذب العقلي؟ ذلك ان مشكلة النقد العربي كله ربما لخصها هذا الخلط، فلقد بسط حجة من قال بالصدق لما فيه من حكمة العقل، وحجة من قال بالكذب لما فيه من لطف التخييل، ثم نصر مذهب الصدق نصراً عقلياً، وأنكر ان يكون الصدق ادعى إلى الضعف: والعقل بعد على تفضيل القبيل الاول الصدق وتقديمه، وتفخيم قدره وتعظيمه، وما كان العقل ناصره والتحقيق شاهده، فهو العزيز جانبه، المنيع مناكبه، وقد قيل: الباطن مخصوم وان قضي له، والحق مفلج وان قضي عليه.