ولعمري إن العيون لَتخطئ، وإن الحواسَّ لتَكذِب، وما الحُكم القاطع إلا للذهن وما الاستبانة الصحيحة إلا للعقل؛ إذ كان زِمامًا على الأعضاء وعِيارًا على الحواس.
ولِمَ عال الذئب أولاد الضبع إذا قُتلت أو ماتت حتى قال الشاعر: «حتى عال أوْس عيالها؟» وهل يفهم الضبع قولهم: خامِري أم عامر؟ وما بال الظبي لا يدخل كِناسَه إلا مُستدبرًا، وهل يجوز قولهم في نوم الذئب قال الشاعر: ـمَنَايَا بِأُخْرَى فَهُوَ يَقْظَانُ هَاجِعُ ولِمَ نامت الأرنب مفتوحة العينَين، ولِم أكل الذئب صاحبه إذا رأى به دمًا، وما بال الجن والثيران، وما بال الشياطين والورشان، وهل في الحيَّات جنان، وما معنى قولهم: كأنما كُسِر فجُبِر.