وما كان واحد من كبار ممدوحيه عاجزًا عن إغاثته وإصلاح أمره، وتدبير عمل له يناسبه لو صححوا النية، ولم يساوموه مساومة التاجر الشحيح ليأخذوا منه أكثر مما يعطونه، وليأبوا أن يهبوه ما دام في وسعهم أن يمنعوه؛ ففي قدرتهم كانوا أن يستحضروا النية في إصلاحه، وجبر نقائصه، وتلافي عيوبه، وفي قدرتهم كانوا أن يجدوا سببًا واحدًا على الأقل يوجب هذا الحق عندهم من باب الوفاء، أو من باب الرحمة، بيد أنهم لم يجدوه ولا حاولوا إيجاده، ووجدوا أسبابًا شتى لحرمانه وإهماله، والاعتذار من توجيه الأعمال إليه، واتخاذه للكتابة أو النظر في بعض مرافق الديوان، ونحن نقرأ قوله لأبي سهل الذي تقدم ذكره: لا جنى فيه، أم جنى شنعاء؟ فنفهم جملة هذه العلل التي كانوا يعتلون بها عليه، نفهم أنهم كانوا يكرهون توليته؛ لئلا يستقل عنهم ويعرف له موردًا غير موردهم، أو أنهم كانوا يحسبون عليه غراراته ذنبًا يحرمه الولاية، كما حرمه العطاء وكفالة الرزق من جراية لا يكدرها المن والتسويف.
وأول من اخترع هذا الفن الإمام الخليل بن أحمد، تتبع أشعار العرب وحصرها في خمسة عشر وزناً، وسمي كلاً منها بحراً، ثم تابع الجوهري علم الخليل فهذب العروض، ثم لحق بهما الأخفش تذكر أن فى منهج الأدب للثانى الثانوى.
.
قصيدة ابن الرومي في سليمان بن.