لقد يئست الزهراء عليها السّلام من أهل المدينة الذين طلبت نصرتهم فلم ينصروها، وسئمتهم وزهدت في مروءتهم ؛ فبلغ بها الأمر ألاّ تريد رؤيتهم في مرضها الأخير ؛ فإنه يكفيها علي عليه السّلام ليقف بجانبها وهي على هذه الحالة.
وطلبت منه ألّا يسمح بحضور الظالمين عند صلاة الجنازة أو مشاركتهم في الدفن.
ونعتقد أنّ كلَّ مَن أراد رضا الله عز اسمه ، وشفاعة نبيه، ونورها الطاهر عليه أن ينشر، ويقصّد كلمة: معكم معكم لا مع غيركم.
فرأى الأمم فرقاً في أديانها ، عكفاً على نيرانها ، عابدة لأوثانها ، منكرة لله مع عرفانها فأنار الله محمدٍ صلى الله عليه وآله ظلمها ، وكشف عن القلوب بهمها وجلى عن الأبصار غممها ، وقام في الناس بالهداية ، وأنقذهم من الغواية ، وبصرهم من العماية وهداهم إلى الدين القويم ، ودعاهم إلى الطريق المستقيم.