لذلك انسجمت أفعاله طوال حياته مع أقواله، وتناسقت أقواله مع أفعاله، لذا فلا غرو أن تجد من لان معه الشيخ وعامله بالمرونة يناديه بـ الوالد ، وفي نفس الوقت من استخدم معه الشيخ الشدة والحزم يصفه بـ سماحة الوالد.
فهذا النظام يناظر ما تسقطة نظرية الأوتار على الطبيعة، والفارق بينهما أن النظام النسقي في الفهم الديني يسهل محاكمته، باعتباره يطبق نظريته على الظواهر اللفظية، بينما في نظرية الأوتاريصعب ذلك، لأنها تدور حول المجالات الدفينة في عمق المادة الداخلية، فهي تتحدث عن أشياء بعيدة الغور لا يمكن الوصول إليها، وتكتفي بأنها تبحث عن حل للمشاكل التي تطرحها الفيزياء المعاصرة مثل اللانهائيات في العالم الجسيمي، لذا فهي يُعترف بها ولو على حساب التحقيق في علاقاتها بالواقع الموضوعي وأو حتى القرب منه.
فالشافي هو الله وغيره لا يزيل ضرا وينزل نفعا: كما اكد تعالى: قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ.
وفق الله الجميع لما يحبه الله ويرضاه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.