كما أوضحت السورة أن الناس سوف تتبعثر وتنتشر في جميع الاتجاهات مثل الفراش وستسقط الجبال فتصبح مثل القطن المنفوش ثم أكدت آخر آية في السورة أن مصير الكافرين هو النار، وقد وصفت السورة مواصفات النار ومواصفات الجنة.
مضامين سورة القارعة سورة القارعة كواحدةٍ من السور المكية أفردت آياتها للحديث عن أمور العقيدة الإسلاميّة، لكنها في هذه السورة تمحورت حول موضوعٍ رئيسٍ ألا وهو يوم القيامة وما فيه من أهوالٍ وشدائد بعد إثبات واحدٍ من أكثر الأمور إشكاليةً لدى المشركين وهو البعث بعد الموت، ثمّ تستعرض الآيات بعضًا من تلك الأهوال ومنها: تبعثُر الناس وانتشارهم في كلّ اتجاهٍ كالفراش وأن العظيمة الثابتة تُصبح واهيةً ، واختتمت الآيات بذِكر عاقبة كلٍّ من المؤمنين والكفار وأسهبت في تفصيل ماهية النار.
فضل سورة القارعة لم يَرِد حديثٌ صحيحٌ في فضل سورة القارعة وأنّ ما يُتناقَل في فضل سورة القارعة حولَ جزاء قراءة المسلم لها تُثقل حسناته في الميزان يوم القيامة لا أصلَ له: "من قرأَ سورةَ القارعةِ ثقَّلَ اللَّهُ ميزانَهُ" ، وممّا تجدر الإشارة إليه كجزءٍ من فضل سورة القارعة هو أهميتها في تهذيب النفوس وتجهيزها ليومٍ عصيبٍ من خلال ذِكر أوصاف النار والتي تقشعر لها الأبدان، فقد قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن نار جهنم: "اشتَكَتِ النارُ إلى ربها؛ فقالتْ: ربِّ أكلَ بعضي بعضًا؛ فأذِنَ لها بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشتاءِ ونَفَسٍ في الصيفِ فأشدُّ ما تجدونَ من الحرِّ، وأشدُّ ما تجدون من الزَّمْهَرِيرِ" ، وتكون النجاة من النار بالابتعاد عن فعل وقول كل ما يُغضب الله تعالى والعمل على زيادة الحسنات، وهي سببٌ في ترجيح كفة الميزان لصالح العبد.
وقيل: إن معنى ذلك، فأم دماغه هاوية في النار، أي: يلقى في النار على رأسه.