أما إسهامات علماء المسلمين في هذا العلم فكانت كثيرة ومتنوعة، كل منهم قد عني بهذا العلم من نواحٍ متعددة؛ فمنهم من عني بالجانب اللغوي مثل كتاب الطير للسجستاني، وكتاب الوحوش للأصمعي، وكتاب البازي و الحمام وكتاب العُقاب لأبي عُبيدة، ومنهم من عُني بالناحية الفقهية، وحكم الشرع الحنيف في الصيد بالجوارح، مثل كتاب الصيد والذبائح للإمام ، وكتاب الصيد والذبائح لمحمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة ~، ومنهم من تناول علم البيزرة العام: مثل كتاب الكافي في البيزرة لعبد الرحمن بن محمد البلدي، وكتاب الجمهرة في البيزرة لعيسى الأزدي، وكتاب البيزرة لبازيار العزيز بالله الفاطمي، وكتاب نزهة الملوك والسادات بالطيور والجوارح والجياد الصافنات لمؤلف مجهول وهو مطبوع، وكتابي البيزرة و ضواري الطير للغطريف بن قدامة الغسّاني.
وقسموا الحيوانات وَفْق بيئاتها؛ فمنها سُكَّان الهواء، وهي أنواعٌ: الطيور أكثرها والحشرات جميعًا، ومنها سكَّان الماء، وهي حيوانات تسبح في الماء كالسمك والسرطان والضفادع والصدف ونحو ذلك، ومنها سكان البر؛ وهي البهائم والأنعام والسباع، ومنها سكان التراب وهي الهوام.
وقد نهى الإسلام عن اتخاذ أي حي -سواء كان حيوانًا أو طائرًا- غرضًا لمجرد التدريب على الرماية أو جرحه لمجرد التسلية أو اللهو كما في مصارعة الثيران فقد كانت محرَّمة على عهد الدولة الإسلامية في الأندلس؛ لما فيها من تعذيب للحيوان.
وضح عناية المسلمين بعلم التاريخ ؟.