وهكذا نرى لكل زوجه من أزواجه قصة وسبباُ في زواجه منها.
وَقَالَ مُسْلِم أَيْضًا حَدَّثَنِي زُهَيْر بْن حَرْب حَدَّثَنَا عُمَر بْن يُونُس الْحَنَفِيّ ثَنَا عِكْرِمَة بْن عَمَّار عَنْ سِمَاك بْن الْوَلِيد أَبِي زُمَيْل حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس حَدَّثَنِي عُمَر بْن الْخَطَّاب قَالَ : لَمَّا اِعْتَزَلَ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ دَخَلْت الْمَسْجِد فَإِذَا النَّاس يَنْكُتُونَ بِالْحَصَى وَيَقُولُونَ طَلَّقَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ وَذَلِكَ قَبْل أَنْ يُؤْمَر بِالْحِجَابِ فَقُلْت لَأَعْلَمَنَّ ذَلِكَ الْيَوْم فَذَكَرَ الْحَدِيث فِي دُخُوله عَلَى عَائِشَة وَحَفْصَة وَوَعْظه إِيَّاهُمَا إِلَى أَنْ قَالَ فَدَخَلْت فَإِذَا أَنَا بِرَبَاحٍ غُلَامِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُسْكُفَّة الْمَشْرُبَة فَنَادَيْت فَقُلْت يَا رَبَاح اِسْتَأْذِنْ لِي عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ نَحْو مَا تَقَدَّمَ - إِلَى أَنْ قَالَ - فَقُلْت يَا رَسُول اللَّه مَا يَشُقّ عَلَيْك مِنْ أَمْر النِّسَاء فَإِنْ كُنْت طَلَّقْتهنَّ فَإِنَّ اللَّه مَعَك وَمَلَائِكَته وَجِبْرِيل وَمِيكَال وَأَنَا وَأَبُو بَكْر وَالْمُؤْمِنُونَ مَعَك وَقَلَّمَا تَكَلَّمْت - وَأَحْمَد اللَّه - بِكَلَامٍ إِلَّا رَجَوْت أَنْ يَكُون اللَّه يُصَدِّق قَوْلِي.
تمت ولله الحمد -.
مضامين سورة التحريم يجب التطرق لمضامين ودروس السورة خصوصًا بعد معرفة سبب نزول سورة التحريم، من مضامينها أن فيها عتاب لنبي الرحمة -عليه الصلاة والسلام- لمنع نفسه من بعض الأمور الذي أحلها الله تعالى وذلك لإرضاء زوجاته، ثم توجيه الأمر للمسلمين لحماية أنفسهم وأهليهم من جهنم وذلك بطاعة الله ورسوله، كما حثت السورة على التوبة الخالصة ووضحت أن الكفار لا تُقبل منهم الإعتذارات يوم القيامة، وهذه السورة تُبين أن حياة النبي الكريم الخاصة تُعد كتاب مفتوح للناس للاستفادة منها وتطبيقها على الواقع، كما أن زوجاته يُعاتبن لأنهن القدوة لنساء المؤمنين، ومن الدروس المستفادة من السورة أن يملك نفسه عند الغضب وأن لا يعقد الأَيمان في تلك اللحظة،وأن لا يُحرم المسلم على نفسه شيئًا أحله الله تعالى، ومن الدروس أيضًا عدم الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة لعدم تسبب الحرج للاَخرين.