استمرت الحرب بين الأيوبيين والزنكيين على الرغم من انتصار صلاح الدين في ، وحدثت الموقعة الأخيرة بينهما في صيف سنة.
أمضى صلاح الدين بقية العام في الشام دون أي يخوض معارك أخرى، لكن الحال لم يدم طويلاً على هذا النحو، فقد وصلت صلاح الدين أنباء مقلقة من جواسيسه تقول بأن الصليبيين يخططون لشن حملة عسكرية على سوريا الوسطى، فأمر ابن أخيه عز الدين فروخ شاه بن شاهنشاه بن نجم الدين أيوب أن يقف على الجبهة الدمشقية ومعه ألف من الجنود استعدادًا لضبط أي هجوم، وألا يلتحم مع الصليبيين في قتال، وإن تقدموا إلى المدينة، فعليه الانسحاب وإضاءة المنارات المنصوبة على التلال المحيطة ليعلم صلاح الدين بمجيئهم فيتحرك لملاقاتهم بنفسه.
أدّت وفاة نور الدين زنكي فيما بعد لنشوء نزاعات كبيرة حول السيادة والحكم من بعده، وفي الوقت ذاته رأى صلاح الدين نفسه الوريث الحقيقي المؤتمن على بلاد المسلمين وله الأحقيّة في الحكم من بعد نور الدين زنكي، لكنّ مشكلة وجود ابن نور الدين زنكي واحتمائه في حلب كانت من المشاكل التي حالت دون ضمّ حلب بطريقة عسكريّة، فاتّبع النهج الدبلوماسي من خلال زواجه من زوجة نور الدين زنكي عصمة الدين، ابنة حاكم دمشق السابق أونور.
مقدمة بحث عن الدولة الأموية كامل.