وعلى هذا الأساس ومن هذا المنطلق ينبغي للمفسِّر أن ينطلق في محاولة تفسيره لآي الذكر الحكيم وبيان مصادرها وأهدافها ، بحيث يجعل هذا الهدف العام والمشترك حاكماً على كلّ ما يمكن أن يتوصّل إليه أثناء تفسيره فلا يُناقضه أو يُهمله.
وتعرض عليه أقوال المفسّرين ، فيقبل منها ما يقبله النص ، ويتحاشى ما أُقحِم على كتب التفسير من مدسوس الإسرائيليات ، وشوائب الأهواء المذهبية ، وبدع التأويل 43.
عدم بروز المعايير الضابطة لأوجه الصلة بين الإنتاج العلمي المعاصر وبين الإرث التفسيري؛ لما لهذه المعايير من أهمية في ضبط أوجه الصلة بالتراث، وتحرير مراتبها وأولوياتها، وتوجيه دفّة الاشتغال المعاصر بالتراث، وكيفيات التعامل معه تجاوزًا أو نقدًا أو التزامًا أو إضافةً أو تجديدًا، وفق رؤية منهجية متكاملة لا تنقم على موروثها فتنفلت منه، ولا تقدّسه فتنحبس فيه.
الثاني : الجانب الشخصي النفسي : ونقصُد به المؤهِّلات والمهارات الشخصيّة والمواصفات النفسيّة الّتي يجب أن يتمتّع بها المفسِّر.