هذا على تجويز أن يكون عليٌّ في الغيب قد أسلم وهو ابن سَبعٍ أو ثَمانٍ إسلام البالغ! قال الشاعر اذا تذكرت شجوا من اخي ثقة فاذكر اخاك ابا بكر بما فعلا.
حق وغرته هدى وحياء أما في البيت الثالث من القصيدة فيستكمل الشار وصف احتفال الكون في مولد نبينا محمد صلى الله عليه و سلم، ووصف العرش الذي لا يمكن لأي مخلوق أن يمسه البيت الرابع : صلى عليك الله ما صحب الدجى…….
ولولا أن الله أخبر عن يحيى بن زكريا أنه آتاه الحكم صبيًّا، وأنه أنطق عيسى في المهد، ما كانا في الحكم إلا كسائر الرسل وما عليه جميع البشر، فإذا لم ينطق لِعليٍّ بذلك قرآنٌ ولا جاء الخبر به مجيء الحُجة القاطعة والمُشاهَدة القائمة فالمعلوم عندنا في الحكم أن طباعه كطباع عَمَّيْه حمزة والعباس، وهما أمَسُّ بمعدنِ جماعِ الخيرِ منه! على أن أبا بكر وإن لم تكن آثاره في الحرب كآثار غيره، فقد بذل الجهد وفعل ما يستطيعه وتبلغه قوته، وإذا بذل المجهود فلا حال أَشرفُ من حاله.
لأنَّا وإن كُنَّا لا ندري لَعلَّه قد كان ذا فضيلة في الفطنة، فلَعلَّه قد كان ذا نقص فيها! ولو لم يكن له غيرُ ذلك لكان لحاقه عسيرًا وبلوغ منزلته شديدًا، ولو كان يومًا واحدًا لكان عظيمًا … وعليُّ بن أبي طالب رافِهٌ وادعٌ، ليس بمطلوب ولا طالب … وليس أنه لم يكن في طبعه الشهامة والنجدة وفي غريزته البسالة والشجاعة! ولم يكن الله عز وجل لِيخُصه بمثل هذه الأُعجوبة إلا وهو يريد أن يحتجَّ بها ويجعلها قاطعةً لعُذر الشاهد وحُجةً على الغائب.